.بقلمي أمل رفعت
هل مجردغرابة الفكرة مع عبقرية السرد إبداع للكاتب ومتعة للقارئ؛ اكتشفت من قراءتي لرواية”وداعا صديقي المهرج” للأديبة الرائعة سهير شكري مذاقا خاصا، وابدعا غير تقليدي تجسد في براعة وصف المشاعر الإنسانية والتي تقع في الروح قبل مس الحواس، واكتشفت أن المهرج الصديق مرآة تعيش داخل كل منا تنقد فلسفتنا الخاصة الغارقين فيها.. رسمت الكاتبة النفس بلا روح في لوحة المهرج الحزين بألوان الحياة ويتعاريج الواقع مع لمساتها الخاصة لتضع اللوحة طوال الوقت على الأرض، وجهها للحائط؛” أخرس أيها المهرج أنت تحاول أن تجد معنى لوجودك.. تتحايل بكل الطرق كي تمكث معي”وهو جزء من حوارها مع صديقها المهرج الذي يعنفها طوال الوقت على غلق باب وحدتها الذئبة فيها معاقبة منها لنفسها الحائرة بين المفروض والواقع.
“القمر يتوارى منهزما تاركا المكان كله، الظلام يتمطى بكل حرية؛فيصول ويجول، وأنا امشي وحدي لا اعرف اين انقل قدمي.. نادرا ما يسير بجانبي في الطريق، يتركني حزينة، أنظر لكل زوجين يسيران معا منسجمين، يتهامسان بحب وود. يده في يدها أو ذراعه فوق كتفيها أو ملتفا حول خصرها، لينتقي معها فستانها الذي يحب لونه على بشرتها، أو يختار لها قميص نوم مثيرا ليبرز مفاتن جسدها الذي يحفظ تضاريسه” .. وتستمر في عزف ترنيمتها الساحرة على أنغام المشاعر العارية من دون ساتر يواري غصتها.. قرأت لكم هذا الأسبوع”وداعا صديقي المهرج” لسهير شكري.